الجمعة، 11 مارس 2016

التخطيط للوقت.. تخطيط للحياة

الاثنين 27 جمادى الأولى 1437 هـ - 7 مارس 2016م - العدد 17423 , صفحة رقم ( 24 )
نبيل بن فايز العبدالقادر
    جملة “لا وقت لدي”، هي كلمات تستطيع أن تلاحظها كثيراً عند ترتيبك لأولوياتك وقد تسبب لك في الكثير من المواقف المحرجة وأحيانا قد تستخدم ذات العبارات لتجنب الحرج، إلا أنها ليست بالعذر المقبول في كثير من الأحيان.
أعددت في البداية لمواجهة المشكلة بالرجوع الى المواقف التي مررت بها بسبب تلك العبارة والدورات التدريبية التي شاركت بها عن طرق ترتيب وتنظم الوقت وترتيب الأولويات، وكذلك الكتب التي قرأتها حول الموضوع وجميع ذلك يدل على إقراري بوجود مشكلة تتعلق بتنظيم الوقت وتحتاج إلى حل عاجل وهذا الإقرار هو الدافع لجميع الخطوات التي ذكرتها آنفاً. كما أنني على يقين ان الكثير من القراء لديهم ذات المشكلة بنسب متفاوتة ولذلك أحببت أن أشارككم تجربتي في مقالي هذا.
بداية وكما تعلمون أن الدين هو أحد أبرز مقومات السلوك لدى الافراد فقد وضعت الحديث الشريف: “.. وعن شبابه فيما افناه..” نصب العين والذي يدفعنا لحل هذه المشكلة، والمراجعة المتأنية لساعات الفراغ حتى الدقيقة التي نقرأ فيها هذا المقال. فالدقيقة التي تمثل جزءاً من الساعة وأهمية التخطيط لهذه الوحدة الزمنية لتكون مستغلة استغلالاً جيداً ومستثمرة فيما يعود بالنفع والفائدة، بل وأن نضع لها عدة مسارات في تخطيطنا للعديد من ساعات الفراغ لدينا، فتضع منها دقيقتان أو ثلاث كوقت مرن لضبط جدولك الزمني، ثم تبدأ في حال تخطيطك لزيارة صديق كمثال الوقت التقديري للوصول بالسيارة، ثم ترتب الوقت التقديري للزيارة وقد تضع عندك احتمالا لتناول العشاء مع صديقك وترتبها ضمن أولوياتك في حال رغبتك في إطالة الحديث المفيد معه فتكون هذه الزيارة معززة لعلاقتك بصديقك.
رتب جدولك لقراءة صفحات من القرآن الكريم وقراءة جزء من كتاب مفيد حتى توسع من آفاق ذاكرتك وعقلك، خلال أوقات الراحة وخلال العمل. و تدرج حتى في تخطيطك لأمور حياتك اليومية والروتينية مثل التبضع لاحتياجات المنزل بما يكفيك لفترة مناسبة حتى وقت خروجك التالي لممارسة هذا النشاط، حدد وقتاً معيناً تمارس فيه الرياضة كنصف ساعة يومياً حتى تستمر في النشاط والعطاء بصحة جيدة.
حاول وضّع الفائدة التي جنيتها من استغلالك المفيد لوقتك أمامك وسيساعدك ذلك كثيراً في ترتيب أولوياتك.
خطط لجدول يومي ثم اسبوعي وتدرج لتخطط لمدة شهر وستجد أنك قد حققت نجاحاً ملحوظاً نتيجة لهذا التخطيط وستجد أن التزامك بأوقات عملك والأوقات التي ستقضيها مع عائلتك قد تحسن. استعمل البرامج المتواجدة على جوالك، فهناك العديد منها يساعدك في وضع جدول زمني مفيد، ولا مانع من استعمال الطريقة التقليدية كالكتابة على أجندة يومية.
إن التدرج في تنظيم الوقت يساعد كثيراً في ضبط النفس على التدرج الأشمل لترتيب بقية أنماط حياتك، والفائدة المتحصلة من ذلك ستكون بناءة لشخصيتك وتعاملاتك مع الناس من حولك بما ينعكس ايجاباً على جميع مناحي حياتك وعلاقاتك مع الناس. وتذكر دائماً أن دقات قلب المرء قائلة له / إن الحياة دقائق وثوانِ.
http://www.alriyadh.com/1135059