السبت، 10 أغسطس 2013

التنمية والتطوير.. معيار مؤسسي

نبيل بن فايز عبدالقادر *
    تبذل المؤسسات والشركات في جميع القطاعات الحكومية والأهلية على اختلاف تخصصاتها جهوداً ملحوظة في تسكين وتوظيف الكوادر الوطنية، والكثير من هذه القطاعات تسعى دون ما كلل لاستقطاب الكفاءات الوطنية في مجال عملها.
ويعد القطاع الصحي في المملكة أحد أهم وأبرز القطاعات الرائدة في مجال جذب الكادر الوطني المتميز في تخصصات دقيقة ونادرة، كما أنه يقوم وباستمرار بمواكبة التخصصات العلمية الحديثة والمستجدة لإدراجها ضمن المناهج التعليمية في الكليات الطبية لإيجاد كادر وطني مؤهل تأهيلاً عالياً في هذه التخصصات.
لقد أولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- قطاع التعليم العالي جل اهتمامه ورعايته إدراكاً منه بأن التعليم الجامعي هو الدرع الحصين من الوقوع في براثن التبعية وأنه حجر الزاوية في إرساء قواعد الأمن الوطني والسلام الاجتماعي والنهضة الحضارية. فهو القطاع الحيوي الذي يعمل على تنمية وعي الإنسان، وتغيير اتجاهاته وسلوكياته نحو وطنه، وتزويده بالمهارات والقدرات التي تؤهله لخدمة وطنه من أجل تحقيق التنمية المستدامة. وهو من أهم مجالات الاستثمار في التنمية البشرية.
وأشير هنا إلى المشاريع التعليمية العملاقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان سواء في مجال إنشاء الجامعات الجديدة ودعم القائمة لتجويد مخرجاتها أو في مجال برامج الابتعاث الخارجي التي أكاد أجزم أنه لا مثيل لها من ناحية عدد المبتعثين أو الأموال المرصودة لها لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة والمجتمع في إيجاد كوادر وطنية في تخصصات نادرة تسد حاجة المملكة في مختلف التخصصات، هذا بالإضافة إلى تطوير المناهج والاهتمام بجودتها النوعية ومواكبتها لأحدث مستجدات التعليم الأكاديمي ولا أدل على ذلك من تفوق جامعاتنا على الصعيد الإقليمي.
وأود التركيز في هذا المقال على التخصصات الصحية المساندة لعمل الأطباء أو تلك التي تستبق تدخل الطبيب وتعتبر في منظومة (المريض أولاً) في المستشفيات والمنشآت الصحية. وذلك لندرة الخريجين من حاملي الشهادات الجامعية في هذه التخصصات لأسباب عديدة منها نظرة المجتمع القاصرة وغير المتقبلة لها لضعف مردودها المادي، أو لعدم إدراك المجتمع لأهميتها وحيويتها وأنها لا تقل شأناً عن وظيفة الطبيب، ولعل ما يرسخ الأفكار غير الصحيحة عن هذه التخصصات هو اتجاه البعض إليها ممن يستعجل الحصول على درجة دبلوم فني دون وجود رغبة حقيقية في هذه التخصصات لأسباب مختلفة منها على سبيل المثال تدني الدرجات الأكاديمية عن الحد المطلوب لقبوله في دراسة درجة جامعية.
إن مثل هذه التخصصات تحظى باهتمام كبير وعناية فائقة في الدول المتقدمة لأهميتها الشديدة ودورها الرئيس في المجال الصحي ولذلك فإن مناهجها وبرامجها العلمية تكون على قدر عال من الجودة بحيث يتطلب الانخراط في سلكها جهداً عالياً ورغبة صادقة لأداء رسالتها بمهنية شاملة فهي قد تكون بعد عون الله سبباً في إنقاذ وسلامة إنسان أو تعافي صحته بعد مرض، أو تَكيّفه مع مرض مزمن.
إن مثل هذه التخصصات المهمة تحتاج إلى التشجيع المعنوي والمادي، وتحتاج إلى إعادة نظر شاملة في حوافزها ومميزاتها، وكذلك تحتاج إلى استمرار المتابعة والتطوير لمنتسبيها لتنمية قدراتهم وتزويدهم بالمستجدات في مجالهم..
وتجدر الإشارة هنا إلى الاهتمام الذي أولاه مولاي خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله للفنيين الصحيين خريجي المعاهد والمراكز الأهلية.
وأختم كلماتي هذه بالتذكير بقوله تعالى في سورة التوبة: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).

* مدير إدارة كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة
جامعة الملك سعود

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

العبدالقادر مدير إدارة كلية الأمير سلطان للخدمات الطبية الطارئة

جريدة الجزيرة عدد 25 شعبان 1434هـ: العبدالقادر مدير إدارة كلية الأمير سلطان للخدمات الطبية الطارئة
 
الجزيرة - المحليات:
أصدر معالي مدير جامعة الملك سعود أ.د. بدران بن عبدالرحمن العمر قراراً يقضي بتكليف نبيل بن فايز العبدالقادر بالعمل مديرا لإدارة كلية الامير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة متمنياً له التوفيق والسداد في هذه المهمة التي أسندت إليه سائلا الله له العون والتوفيق لأداء رسالته بالشكل المأمول.

الجدير بالذكر أن كلية الامير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة أنشئت في العام 1430هـ لتحقيق ريادة إقليمية وتميز عالمي في تخصص العلوم الطبية الطارئة.
 

 

الأربعاء، 15 مايو 2013

مبادئ الإسعاف الأولي.. معيار أولي

نبيل بن فايز عبدالقادر*
    لا شك أن أهم وأعظم الموارد في مختلف المجالات والتخصصات هو الكادر البشري، وتتعاظم أهمية هذا المورد في القطاع الصحي، على اختلاف تخصصات هذا الكادر (فنيين وأخصائيين وأطباء) نظراً لارتباط عملهم بحياة المرضى، لاسيما حين يتعلق الأمر بمرحلة الإسعاف الأولي فهي التي تنقذ – بعد مشيئة الله – حياة المصاب من موت مؤكد أو إصابة بليغة تحدث ضرراً يستمر مدى الحياة وهي عملية قد لا تأخذ سوى دقائق معدودة وأحياناً جزءا من الدقيقة. ونظراً لأهمية (الإسعاف الأولي) في المجال الصحي فقد عمدت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية إلى جعل الحصول على شهادات تدريبية في مبادئ الإسعافات الأولية شرطاً لحصولهم على التصنيف الصحي، لذلك تسعى الكوادر الصحية الممارسة في المملكة للحصول على هذه الشهادات التدريبية، والهيئة تسهم بذلك وبشكل مباشر في إنقاذ عشرات الأرواح سنوياً.
وقد لفت انتباهي عند قراءتي لبعض المعلومات الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية مفادها أن مساهمة تدريبات الإسعافات الأولية – التي لا تستغرق سوى ساعات – وتحت إشراف طاقم تدريبي محترف، قد ينقذ من حالات توقف القلب المفاجئ والتي تحدث عندما يتوقف وصول الدم إلى جزء من عضلة القلب. خاصة وأن العديد من مرضى حالات توقف القلب المفاجئ ليس لديهم تاريخ مرضي لأمراض القلب ولا أصيبوا بأية أعراض تشير إلى أمراض القلب المختلفة. إن مثل هذه الحالات تحدث في المنازل بمعدل أربع من كل خمس حالات تقريباً حسب دراسات الجمعية.
وقد أثبتت الدراسات التي أجرتها الجمعية أهمية التدريب على الاسعافات الاولية والانعاش القلبي المبتدئ التي تساهم وبفاعلية في إنقاذ المريض قبل الوصول إلى طوارئ المستشفى أو وصول فرق الإسعاف المتقدم. ومن ذلك يتضح جلياً أهمية إلمام الكوادر البشرية في القطاعات الصحية وغيرها من القطاعات بل وعامة الناس بمبادئ الاسعافات الاولية والإنعاش القلبي المبتدئ بما يسهم وبشكل فاعل في إنقاذ المصابين في البيئة المحيطة كالمنزل والعمل وحتى في الأماكن العامة.
ومؤخراً تشترط الكثير من المؤسسات وجهات العمل غير المتخصصة في المجال الصحي وعلى اختلاف نشاطاتها أصبحت لا تمنح شهاداتها أو تراخيصها إلا بحصول منسوبيها على تدريب مرخص على الإسعافات الاولية والانعاش القلبي المبتدئ، بل إن بعض الدول المتقدمة ربطت حصول مواطنيها على الوثائق الثبوتية الشخصية وقيادة المركبات بتلقيهم لدورات إسعافية في المجالات التي ذكرتها آنفاً. إنها دعوة أوجهها للجهات المختصة للنظر وبجدية في ضرورة البدء بتنفيذ دورات تدريبية على الإسعافات الأولية وإسعاف حالات الأمراض القلبية التي انتشرت مع نمط الحياة الذي تعيشه المجتمعات المعاصرة وهي دعوة لجميع مؤسسات المجتمع الرسمية والأهلية على حد سواء وأخص منهم منسوبي الأمن والحماية والسلامة، ومنسوبي التعليم وغيرها، ما ينعكس إيجاباً على المجتمع، وأن تكون هذه التدريبات لدى جهات معتمدة دولياً كجمعية القلب الأمريكية.
إنها دعوة أطلقها وكلي أمل في أن تكون مملكة الإنسانية صاحبة المبادرة الأولى والسبق في الاهتمام بالحالات الطارئة والإسعافية على الصعيد العربي والإقليمي. حفظ الله الجميع من كل مكروه وأسبغ عليهم نعمة الصحة والعافية.
* مشرف إداري - كلية الامير سلطان للخدمات الطبية الطارئة

الجمعة، 1 فبراير 2013

الخدمات الطبية الطارئة.. واقع جديد

نبيل بن فايز عبدالقادر*
    يعد التعليم العالي في المملكة أحد أهم القطاعات التي تحظى بالدعم المادي والمعنوي والتي تشهد حراكاً لا ينقطع نحو الإنشاء والتطوير والتحديث للمنشآت التعليمية العملاقة والكوادر العاملة فيها، وتواصل هذا الاهتمام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله - الذي شهد التعليم العالي في عهده قفزات هائلة سواء على مستوى البنية التحتية أو على مستوى تأهيل الكوادر السعودية العاملة في هذا المجال حيث أولى -يحفظه الله- مؤسسات التعليم العالي جل اهتمامه وعنايته وتمثل ذلك في إنشاء العديد من الجامعات في مختلف مناطق المملكة وابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين لدول العالم المتقدمة في إطار برنامج الملك عبدالله للابتعاث والذي أجزم انه لا نظير له في المنطقة والذي جاء ليحقق تطلعات المجتمع والنهوض به وتلبية احتياجاته الحقيقية وتجويد مخرجاته التعليمية في مختلف المجالات.
وفي هذا الإطار جاء الأمر الملكي الكريم بإنشاء كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة في العام 1430هـ لتحقيق ريادة إقليمية وتميز عالمي في إعداد مخرجات منافسة ومبدعة في تخصصات العلوم الطبية الطارئة وتخريج كفاءات مؤهلة لتقديم خدمات طبية طارئة عالية الجودة، من خلال البيئة التعليمية الداعمة، والبحث العلمي المتميز، والتعليم الطبي المستمر، وتوظيف التقنية الحديثة، والاستخدام الأمثل للموارد المتاحة والشراكة الفاعلة بما يحقق الأهداف والغايات المنشودة.
وجاء هذا القرار كذلك في إطار التطوير النوعي لجوهر التعليم ومضمونه وجودته ومحتواه وطرائقه وكفايتها وفاعليتها في إيجاد القوى العلمية والتكنولوجية القادرة على الإسهام في بناء المجتمع العصري المواكب للتطورات العلمية في مختلف التخصصات ومنها المجال الصحي، وكذلك لتشكل هذه الكلية علامة فارقة بمشيئة الله تعالى في مسيرة التعليم الصحي محلياً وعربياً ودولياً.
إن إنشاء هذه الكلية ومتابعة تطويرها ودعمها يأتي ليشكل إضافة جديدة لمصانع الرجال التي يفخر بها هذا الوطن، ولعل في الزيارة الأخيرة التي قام بها معالي أ.د. بدران بن عبدالرحمن العمر مدير جامعة الملك سعود للكلية للاطلاع عن كثب على مسيرة الكلية ومواردها البشرية وانجازاتها خلال الفترة القصيرة التي أنشئت فيها لتقديم برنامج البكالوريوس في الخدمات الطبية الطارئة تحت مظلة جامعة الملك سعود سعياً نحو توفير ما تحتاجه المملكة في هذا المجال الصحي المهم وهو الأمر الذي يدل على الاهتمام الكبير الذي تحظى به الكلية والرغبة الصادقة في الارتقاء بها نحو آفاق أرحب من تجويد الأداء، لتكون هذه الكلية لبنة خير تضاف إلى سجل المكرمات والإنجازات العظيمة التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز يحفظه الله لهذا الوطن الذي نتشرف بالانتماء إليه فجزاه الله عن هذا الوطن وإنسانه خير ما جزى ولي أمر عن أمته.

* المشرف الإداري- كلية الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الطبية الطارئة